وسائل الاعلام وعملية صنع القرار
تعد
عملية صنع القرار عملية منظمة وتمر بمراحل عديدة ، وثمة تأكيد في الاوساط البحثية
على اهمية الاعلام كداعم رئيس وعامل مساعد في اصدار القرارات بما فيها المهمة،
لذلك بات القرار يستند الى ما تنقله وسائل الاعلام من معلومات تصل الى صُنّاعه ومن
ثم تنعكس على ما يتخذوه من اجراءات تجاه هذه القضية أو تلك.
وبينما يتطور اداء الاعلام بشكل كبير، و
تزداد فاعلية السلطة الرابعة يصبح من المهم دراسة الرسائل الاعلامية السابقة لاتخاذ
القرار، أو المتزامنة واللاحقة، فعبر هذه الوسائل يمكن قياس مدى تأثير القرار على
الرأي العام، و الحاجة الملحة لصدوره في حينه، وما اذا كانت وسائل الاعلام قد نقلت الصورة ام العكس. ومن الأهمية
بمكان أن يأخذ الاعلام أدواره في انماط الحياة المختلفة للدول والشعوب، وبما أن
صناع القرار لا يستطيعون في أغلب الحالات معايشة الوقائع ومعرفة الحيثيات لذلك
يؤدي الاعلام هذا الدور ويعمل على سد النقص في هذا الجانب.
تعتبر
عملية صنع القرار السياسي محل اهتمام علمي كبير في الدراسات السياسية بمجالاتها
المختلفة وفروعها المتباينة، ولم يعد تحليل عملية صنع القرار السياسي قاصراً على
القرارات الداخلية في الدولة، بل امتد إلى القرارات التي تتخذها الدولة في النطاق
الخـارجي . وقد أضحى التمييز بين ما يسمى قراراً داخلياً وما يسمى بقرار خارجي،
أمراً مهما كما أن دراسة عملية صنع القرار السياسي، تعد مدخلاً مهماً في فهم
طبيعـة الـنظم السياسية في جميع دول العالم بصفة عامة، ودول العالم الثالث بصفة
خاصة .
ان
تحليل عمليـة صنع القرار تكشف عن مدى ديمقراطية الأنظمة الحاكمة في العالم الثالث،
ودرجة تطـور هذه الأنظمة ، والتوجهات الأساسية للنخبة الحاكمة، ومن هم الأشـخاص
المسـيطرون علـى العملية السياسية؟ وكيف يديرون الدولة من خلال القرارات السياسية
المختلفة ولصالح مـن؟ وما هي أساليب هؤلاء في صنع واتخاذ القرارات؟.
وعملية
صنع القرار بصفة عامة، هي الكيفية التي يمكن من خلالها التوصـل إلـى صيغة عمل
معقولة من بين عدة بدائل متنافسة، وكل القرارات ترمي إلـى تحقيـق أهـداف معينة، أو تستهدف تجنب حدوث نتائج غير مرغوب
فيها .
أن اختيار أي قرار يرتبط في أساسه بوجود
معايير ترشيدية يمكن الاستناد إليها وتحكيمها في عمليات التقيـيم والموازنـة
والترجيح والمفاضلة النهائية بين مختلف البدائل التي يطرحها الموقف ، حيث أن
الاسـتقرار على اختيار قرار معين لابد وأن يكون نتيجة اقتناع منطقي بكل ما يمثله
مضمون القرار وما يرمز إليه، وفي إطار التصور العام لما يمكن أن يترتب على الأخذ
به من مخـاطر، أو لمـا يمكن أن يحققه في النهاية من نتائج ولا يمكن أن يتأتى مثل
هذا الاقتناع إلا بعـد مـداولات عديدة تنصرف إلى كل الجوانب المتعلقة بموضوع
القرار محل الدراسة.
وعلى
هذا بنى العديد من الباحثين الأكاديميين والاعلاميين على ان تطور وسائل الاعلام
وتنوعها ودخولها في عالم التقنية المترامي الاطراف ساهم بشكل كبير في تعبئة الرأي
العام وفي ايصال الرسائل التواصلية الى صناع واصحاب القرار في أي دولة من خلال
كمية المعلومات والبيانات والاحصائيات والادلة والصور والافلام التي تنشر من خلال
هذه الوسائل الامر الذي جعل المعلومات في متلقي الجميع بدءا من المواطن العادي
ومرورا بالإدارات في المؤسسات والمنظمات وانتهاء بالسلطات التشريعية والتنفيذية
واصحاب القرار حيث يتعرضون لها جميعا وفي نفس الوقت مما جعل الجميع ضمن مساحة
متساوية من الرؤية والتحقق من المعلومات وبالتالي اخضاعها للجدل والنقاش والتأكد
من مصداقيتها بغية اتخاذ القرار الصحيح الذي يهم الناس والمجتمع .
وفي
هذا المجال يهمنا كثيرا ان تأخذ وسائل الاعلام العراقية بمختلف صنوفها وتوجهاتها
بمدى مساهمتها الجدية في ايصال المعلومات الكافية التي تمكن متخذي القرار من بناء
رؤية صائبة تؤدي بالنهاية الى اتخاذ القرارات الصحيحة في مختلف شؤون الحياة
العراقية ، وهذا هو دور المؤسسات الاعلامية وجزء من رسالتها ورؤيتها لخدمة الوطن
والناس .
تعليقات
إرسال تعليق