الاعلامي وثقافة المجتمع
يتجه الدور الاعلامي في المجتمعات الى توظيف وظائفه
المتعددة من اجل خدمة المجتمع والقيام بالدور المرسوم له ، فوسائل الاعلام
المختلفة تتعدى في وظائفها الى تلبية احتياجات المجتمع والعمل بالدور الرقابي الذي
يلقي بضلاله على ما يجري داخل مؤسسات الدولة والمجتمع وكشف كل ما ايجابي وسلبي على
حد سواء.
من هنا اقتضى الامر ان يكون الاعلامي او الذي
اكتسب صفته من خلال العمل في وسائل الاعلام
داخل المؤسسات الاعلامية او في دوائر الدولة عموما ان يكون عارفا بكل ما يحيط
بالمجتمع من سلوكيات وثقافات واتجاهات حتى تكتسب معرفته منها الشيء الذي يجعله
يوظفها في خدمة ابناء المجتمع .
ومع تطور وسائل الاتصال والاعلام ومرورا
بالثورة الخامسة للاتصال التي نعيشها الان والتي يطلق عليها ( الثورة التفاعلية )
لم يعد المتلقي او الجمهور فقط مستقبل للرسالة الاعلامية بل اصبح مرسلا ومعدا
وناقدا ومنتجا لها واصبحت التفاعلية بين وسائل الاعلام والجمهور امرا ضروريا
وواقعيا في ظل التطورات التكنولوجية وتقدم الرؤية الاعلامية ورسالتها في خدمة
المجتمعات ، لذا بات على الاعلامي ان يشدد على نفسه من خلال التواصل اليومي
المستمر ويستبق المعلومات ويكثر من معرفة اتجاهات الجماهير وثقافاتها واساليبها من
اجل ان يضع ذلك في خدمة المنظومة الاعلامية التي ما عادت الوظيفة الاخبارية هي عصا
السبق لها بل مقدار تواصلها وتفاعلها مع جمهورها في سبيل ايصال الرسالة الاعلامية
بنجاح الى المجتمع وتحقيق للأهداف المتوخاة منها.
ان معرفة ثقافة واتجاهات طوائف المجتمع تسهم
في معرفة ما يراد من الاعلام وبالتالي فأن الاعلامي في أي مؤسسة اعلامية حكومية او
خاصة يرسم خطة تتجه لتلبيه مطاليب افراد المجتمع وخصوصا ما يتعلق بالاستفادة من
هذه الثقافات نحو ايجاد لغة حوار وتواصل تعتمد الرأي الاخر وتحترمه وبالنتيجة توظيف وظائف الاعلام في احداث الوئام
الفكري بين ثقافات المجتمع من اجل توحيد رؤيتها بما يخدم الجميع بلا استثناء .
وهنا على الاعلامي ان يدرك حقيقة الصراعات
التي تجري بين ثقافات المجتمعات وصراع
الحضارات مع بعضها ونوعية الهجمات الفكرية والاخلاقية التي تقوم بها بعض الاتجاهات
والافكار والثقافات العالمية لفرض نفوذها الفكري والعقائدي في ظل سياسة العولمة ،
كما ان عليه فهم حقيقة الصراع بين ما يجري من اتجاهات وثقافات داخل مجتمعه
وبالتالي كيفية الاستفادة من توظيفها في بث رسائل اعلامية تتجه نحو توحيد هذه
الثقافات برؤية مستقبلية اساسها خدمة المجتمع والارتقاء به نحو الافضل .
ان شخصية الاعلامي ورؤيته المستندة على الفكر
المتفاعل لا تجعل منه شخص يؤدي رسالته الاعلامية على اساس واتجاه محدود وضيق ، بل
تجعل منه أنموذجا في تشكيل الرؤية الجديدة لثقافة المجتمع التي تجمع بين كل
الافكار والاتجاهات والآراء والمعتقدات وبالتالي يسهم في تشكيل منظومة قيمية تهدف
الى مجتمع متنوع ومتعدد الثقافات مستقل بكل شيء لكنه متوحد باتجاه خدمة المجتمع ،
فخير الناس من نفع الناس .
تعليقات
إرسال تعليق