الملكية الفكرية في حقوق الإنسان

الملكية الفكرية في حقوق الإنسان


الملكية الفكرية هي نتاج فكر الإنسان من إبداعات مثل الاختراعات، النماذج الصناعية، العلامات التجارية، والكتب والرموز والأسماء، ولا تختلف حقوق الملكية الفكرية عن حقوق الملكيات الأخرى التي وجدت في القوانين ، فهي تمكن مالك الحق من الاستفادة بشتى الطرق من عمله الذي كان مجرد فكرة ثم تبلور إلى أن أصبح في صورة منتج. ويحق للمالك منع الآخرين من التعامل في ملكه دون الحصول على إذن مسبق منه ، كما يحق له مقاضاتهم في حالة التعدي على حقوقه والمطالبة بوقف التعدي أو وقف استمراره والتعويض عما أصابه من ضرر.
إن مفهوم الملكية الفكرية ليس مفهوماً جديدا ويعتقد أن شرارة نظام الملكية الفكرية قد أوقدت في شمال إيطاليا في عصر النهضة وبالذات في سنة 1474م صدر قانون في مدينة البندقية في ايطاليا ينظم حماية الاختراعات ونص على منح حق الاستئثار للمخترع، أما نظام حق المؤلف فيرجع إلى اختراع الحروف المطبعية والمنفصلة والآلة الطابعة ، وفي نهاية القرن التاسع عشر رأت عدة بلدان لضرورة وضع قوانين تنظم الملكية الفكرية. أما دولياً فقد تم التوقيع على معاهدتين تعتبران الأساس الدولي لنظام الملكية الفكرية هما: اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية 1883 واتفاقية برن 1886 لحماية المصنفات الأدبية والفنية حيث تسمح للمبدع ومالك العلامة التجارية وبراءة الاختراع وحق المؤلف بالاستفادة من عمله وتعبه واستثماره، وهذا لا يعني أنه احتكر الفكر على الآخرين بل العكس، حيث ترد هذه الحقوق في المواد القانونية من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي نص على حق الاستفادة من حماية المصالح المعنوية و المادية الناجمة عن نسبة النتاج العملي أو الأدبي أو الفني إلى مؤلفه. ولحقوق الملكية الفكرية أنواع منها حق المؤلف وهو مصطلح قانوني يصف حقوق المبدعين في مصنفاتهم الأدبية والفنية وتشمل المصنفات المحمية بحق المؤلف أنواعا كثيرة انطلاقا من الكتب والموسيقى واللوحات الزيتية والمنحوتات والأفلام، ووصولا إلى البرامج الحاسوبية وقواعد البيانات والإعلانات والخرائط والرسوم التقنية. وأيضا البراءة حق استئثاري يُمنح لاختراع ما وبشكل عام  تمنح البراءة لصاحبها حق البت في إمكانية - أو كيفية – استخدام الآخرين للاختراع. ومقابل هذا الحق، يتيح صاحب البراءة للجمهور المعلومات التقنية عن الاختراع في وثيقة البراءة المنشورة. ويأتي في هذا السياق العلامة التجارية هي إشارة تميز سلع أو خدمات شركة عن سلع أو خدمات سائر الشركات ، ويعود أصل العلامة التجارية إلى العصور القديمة حيث كان الحرفيون يضعون توقيعاتهم أو "علاماتهم" على منتجاتهم.
والتصميم الصناعي من حقوق الملكية وهو يعني المظهر الزخرفي أو الجمالي لقطعة ما. ومن الممكن أن يتألف التصميم من عناصر ثلاثية الأبعاد، مثل شكل القطعة أو سطحها، أو من عناصر ثنائية الأبعاد، مثل الرسوم أو الخطوط أو الألوان. كما تأتي في ذات السياق البيانات الجغرافية وتسميات المنشأ إشارات توضع على السلع ذات منشأ جغرافي محدد وصفات أو شهرة أو خصائص يمكن عزوها أساساً إلى ذلك المنشأ ومن المألوف أن يضم البيان الجغرافي اسم مكان منشأ السلع.
وأهـم حقـوق الملكيـة الفكرية في الاتفاقيات الدوليــة الحقوق المعنوية أو الفكرية أو ما تسمى حقوق الابتكار وتسميها بعض القوانين بالحقوق الأدبية ، هذه الحقوق لم تكن معروفة في الشرائع القديمة لأنها جاءت وليدة للعوامل والوسائل الحضارية الاقتصادية الحديثة ، وكان الهدف من إقرار هذا النوع من الحقوق هو تشجيع الاختراع والإبداع وحماية حقوق المخترعين والمبدعين في استثمار ثمرات تفكيرهم وابتكارهم ومنع الآخرين من التعدي على هذه الحقوق والمزاحمــة في استغلالهــا ونظراً لأهمية حقوق الملكية الفكرية تأسست لها منظمة دولية هي المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية(WIPO) .
وفي وقتنا الحاضر يشهد العالم ومنه العالم العربي والعراق وعلى الرغم من قوانين الحماية الفكرية حالات من التعدي والسرقة والاستيلاء على جهود الاخرين بل ونسبها الى اخرين لا يمتون الى الامر بأي صلة ، وشهدت المحاكم في دول العالم الاف القضايا المرفوعة بسبب التعدي على هذه الملكية واستخدامها دون حق او حتى الرجوع الى صاحبها الأصلي ، ولم يكن البحث العلمي في منأى عن حالات السرقة والاستنساخ من خلال قيام بعض من يسمون أنفسهم بالباحثين والدارسين بالتعدي على الجهود العلمية المبذولة من قبل الباحثين الأصليين واقتباس جزء كبير من نتاجهم العلمي او سرقة أبحاثهم بشكل كامل ونسبها اليهم دون مراعاة الجانب الأخلاقي والعلمي والإنساني في صيانة الأفكار وعدم التعدي عليها بشكل او بأخر .
ان وجود قوانين مفعلة تختص بحماية الملكية الفكرية أمر في غاية الأهمية ووجود عقوبات رادعة بحق المخالفين بات امرا لابد منه خاصة وان سرقة الأفكار أصبحت توازي أنواع السرقات الأخرى وبات العديد من العلماء والمبدعين والمخترعين يتخذون من الصمت وعدم الإعلان عن نتاجاتهم خشية الاستيلاء عليها من قبل المختصين بسرقة النتاجات الفكرية ، وحسنا فعلت الجامعات العالمية ومنها العراقية الى مراقبة باحثيها من خلال عرض نتاجاتهم العلمية على لجان اختصت بمعرفة نسبة حالات الاستلال او الركون الى البحوث المشابهة ونسبة المأخوذ منها حتى تضمن الجانب العلمي والأخلاقي وتساهم في حماية الملكية الفكرية للجميع .



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظريات التأثير الإعلامية

تحليل المضمون في الاعلام

الانترنت والسياسة